دراسة أمريكية: النساء الناجيات من السرطان أكثر عرضة للإرهاق والاكتئاب مقارنة بالرجال

كشفت دراسة طبية أمريكية جديدة، عُرضت خلال الاجتماع السنوي لـالجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان في شيكاغو، أن النساء الناجيات من السرطان يواجهن معدلات أعلى من الإرهاق والاكتئاب مقارنة بالرجال، ما يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهن بعد انتهاء العلاج.
إرهاق واكتئاب يعوقان الحياة اليومية
وفقًا لنتائج الدراسة، كانت النساء أكثر عرضة بنسبة 69% للإصابة بالإرهاق المزمن المرتبط بالسرطان، و58% للاكتئاب، مقارنة بالناجين الذكور. وتشير الباحثة الرئيسية الدكتورة سيمو دو، من NYC Health + Hospitals، إلى أن العديد من المريضات أبلغن عن صعوبة أداء مهام يومية بسيطة مثل التسوق أو الاستحمام أو حتى الاهتمام بالنظافة الشخصية، بسبب الإرهاق الشديد.
بيانات لـ 1555 ناجيًا تؤكد الفجوة بين الجنسين
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 1,555 شخصًا من الناجين من السرطان، شاركوا في المسح الوطني الأمريكي للصحة والتغذية بين عامي 2015 و2020. وتضمنت البيانات تقييمًا لمستويات التوتر، ومؤشرات الاكتئاب، والأنشطة البدنية التي يمارسها المرضى بعد انتهاء العلاج.
وبحسب فريق البحث، فإن النتائج تعكس واقعًا يمكن تعميمه على أكثر من 25 مليون شخص ناجٍ من السرطان في الولايات المتحدة، ممن أصيبوا بأنواع شائعة مثل سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، والجلد، والقولون، وعنق الرحم.
لماذا تتأثر النساء أكثر من الرجال؟
لا يزال السبب الدقيق لهذه الفروقات غير واضح تمامًا، لكن الباحثين أشاروا إلى أن الجهاز المناعي لدى النساء يتفاعل بشكل أقوى مع العلاج، مما يؤدي إلى التهابات وأعراض جانبية أكثر حدة. كما أن الأدوية الهرمونية مثل "تاموكسيفين"، المستخدمة بعد علاج سرطان الثدي، تُسبب آثارًا طويلة الأمد مثل الإرهاق والاكتئاب.
النشاط البدني.. علاج فعّال للإرهاق والاكتئاب
أوضحت الدراسة أن ممارسة الرياضة المعتدلة، كالمشي أو ركوب الدراجة، تقلل من خطر الإرهاق بنسبة 50%، وتُساهم في خفض معدلات الاكتئاب بمعدل يصل إلى خمسة أضعاف. كما أكدت مراجعة علمية حديثة نُشرت عام 2024 أن التمارين الرياضية، والعلاج السلوكي المعرفي، والتأمل الذهني هي من الوسائل الفعالة لتخفيف الأعراض الجسدية والنفسية لدى الناجين.
إعادة تعريف مرحلة "ما بعد التعافي"
في ختام الدراسة، شدد الباحثون على ضرورة تغيير النظرة المجتمعية تجاه من تجاوزوا رحلة العلاج من السرطان، مؤكدين أن الإرهاق النفسي أو الاكتئاب لا يقلل من امتنانهم للنجاة، بل هو جانب طبيعي من مرحلة "ما بعد الشفاء"، ويتطلب دعمًا نفسيًا وبرامج تأهيلية متكاملة تركز على الصحة النفسية والجسدية.