الأحد 4 مايو 2025 08:35 مـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة أنا آدم
المدير العام منى باروما رئيس التحرير محمد الغيطي
×

الأحلام الواعية: دراسة علمية تكشف أنها حالة وعي مستقلة وليست فقط أحلامًا واضحة

الأحد 4 مايو 2025 02:51 مـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
الأحلام الواعية
الأحلام الواعية

ما هي الأحلام الواعية (Lucid Dreaming)؟

تُعرف الأحلام الواعية بأنها الحالة التي يُدرك فيها الشخص أنه يحلم، مما يمنحه أحيانًا القدرة على التحكم في مجريات الحلم، كأن يطير، أو يواجه مخاوفه، أو يُغير مسار الأحداث داخله.

ورغم أن الاعتقاد السائد كان أن هذه الأحلام تظهر فقط في مرحلة نوم "حركة العين السريعة (REM)"، فإن دراسة جديدة نُشرت في دورية Journal of Neuroscience تقدم دليلًا على أن الأحلام الواعية تمثل حالة وعي فريدة تمامًا، تختلف عن النوم العميق أو اليقظة المعتادة.

دراسة حديثة: الأحلام الواعية حالة وعي ثالثة بين النوم واليقظة

اعتمد الباحثون في جامعة "رادبود" الهولندية على تحليل بيانات مخططات كهربائية للدماغ (EEG) من عشرات الدراسات السابقة، لتحديد الفروقات بين:

  • نشاط الدماغ أثناء اليقظة

  • نشاطه أثناء الأحلام العادية

  • ونشاطه أثناء الأحلام الواعية

النتائج: موجات غاما المرتفعة وموجات بيتا المنخفضة

  • لوحظ انخفاض في موجات "بيتا" المرتبطة بالوعي التقليدي والإدراك المكاني.

  • بالتزامن مع ذلك، ارتفعت موجات "غاما" المرتبطة بالتركيز والتحكم الذاتي، تحديدًا في القشرة الجبهية الأمامية الوسطى — وهي منطقة مسؤولة عن التفكير المنطقي والوعي الذاتي.

وقال الباحث الرئيسي تشاغاتاي ديميريل:

"نتائجنا تشير إلى أن الأحلام الواعية ليست فقط مرحلة داخل النوم، بل أقرب إلى حالة وعي متقدمة بحد ذاتها."

تشابه مذهل بين الأحلام الواعية وتأثير المخدرات النفسية

أحد أكثر الاكتشافات إثارة في الدراسة هو أن النشاط الدماغي خلال الحلم الواعي يشبه كثيرًا ما يحدث تحت تأثير بعض المخدرات النفسية مثل LSD وآياهواسكا.

لكن الفارق الجوهري هو أن تلك العقاقير تُضعف الإحساس بالذات، بينما في الحلم الواعي يتعزز الإدراك الذاتي والسيطرة المعرفية، مما يجعل منه تجربة فريدة تمزج بين الحرية والتوجيه.

كيف يمكن تحفيز الأحلام الواعية؟ تقنيات مثبتة علميًا

بالرغم من أن بعض الأشخاص يختبرون الأحلام الواعية تلقائيًا، إلا أن دراسات متعددة أثبتت إمكانية تحفيز هذه الحالة عبر تقنيات محددة، منها:

تقنية MILD (Mnemonic Induction of Lucid Dreams)

  • تقوم على استحضار الحلم فور الاستيقاظ.

  • ثم تكرار عبارة مثل: "عندما أبدأ في الحلم، سأتذكر أنني أحلم".

  • وقد وجدت الدراسات أن هذه التقنية ترفع احتمالية الدخول في حلم واعٍ بنسبة تصل إلى 20%.

هل نحن أمام وعي جديد؟

تفتح هذه النتائج الباب أمام فهم أعمق للدماغ البشري، وتطرح أسئلة فلسفية وعلمية حول ماهية الوعي نفسه، وعما إذا كانت الأحلام الواعية تمثل بداية لعصر جديد من استكشاف الذات عبر العقل الباطن.