دراسة تكشف أن العوامل الاجتماعية تؤثر على صحة الرجال والنساء أكثر من العوامل الجينية

أظهرت دراسة علمية حديثة أن الاختلافات الصحية بين الرجال والنساء لا يمكن تفسيرها فقط بالعوامل البيولوجية مثل الجينات أو الهرمونات، بل إن العوامل الاجتماعية تلعب دورًا محوريًا في هذه الفروقات. شملت الدراسة التي أجريت بقيادة باحثين من جامعة "كوين ماري" البريطانية تحليل العلاقة بين ما يقارب 6,000 بروتين وعدد من الأمراض لدى 56,000 مشارك. نُشرت نتائجها في مجلة Nature Communications.
العوامل الاجتماعية تؤثر أكثر من العوامل الوراثية
أكدت الدراسة أن الفروقات الصحية بين الجنسين لا تتوقف عند العوامل الجينية، بل تزداد تأثيرًا من خلال عوامل اجتماعية مثل مستوى التعليم، مكان السكن، ونمط الحياة. وأوضح الباحثون أن حوالي 100 بروتين فقط أظهرت اختلافات واضحة بين الرجال والنساء، ما يشير إلى أن الغالبية العظمى من البروتينات تتبع تنظيمًا جينيًا مشابهًا لدى الجنسين.
البحث يكشف أهمية العوامل الاجتماعية في تحديد المخاطر الصحية
من خلال هذه النتائج، أكد الباحثون ضرورة أخذ العوامل غير الطبية في الاعتبار عند دراسة الفروقات الصحية بين الجنسين. هذه العوامل تشمل:
-
البيئة التي يعيش فيها الأفراد
-
طبيعة العمل
-
مستوى التعليم
-
الحالة الاقتصادية
-
نمط الحياة اليومي
كما أشارت الدراسة إلى أن هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض.
البروفيسورة لانجنبرج: الطب الدقيق يحتاج إلى فهم اجتماعي أعمق
قالت البروفيسورة كلوديا لانجنبرج، مديرة معهد أبحاث الرعاية الصحية الدقيقة في جامعة "كوين ماري"، إن نتائج الدراسة تؤكد أن الفروقات الصحية بين الجنسين لا تقتصر فقط على التفسيرات الجينية، بل تعود أيضًا إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية. وأضافت أن هذه النتائج تُعد ضرورية لتوجيه الطب الدقيق، الذي يتطلب دمج الجينات والعوامل البيئية والاجتماعية لتقديم رعاية صحية مخصصة وفعالة.
وأوضحت لانجنبرج: "هذه النتائج تُبرز الحاجة إلى تجاوز المفهوم التقليدي للرعاية الصحية، حيث لا تناسب الحلول العامة الجميع، خصوصًا في ظل التباينات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر بشكل كبير على الصحة".
خلاصة الدراسة
الدراسة تشير إلى أن الفروق الصحية بين الجنسين تُعتبر أكثر تعقيدًا من مجرد العوامل الجينية، وتُظهر أهمية العوامل الاجتماعية مثل البيئة، العمل، والتعليم في التأثير على صحة الأفراد. كما تؤكد الدراسة على الحاجة إلى التوسع في فهم الطب الدقيق بما يشمل العوامل الاجتماعية والاقتصادية لتقديم رعاية صحية مخصصة وفعالة.